بدأت مسيرة موتا التدريبية المحترفة مع جنوى إلى الإحتراف


في غالب الأحيان يكون لاعب الوسط المرشح لأن يكون مدربا ناجحا و الأمثلة عديدة نظرا لكونه ذكيا ومنظما للإيقاع وميسرا الطريق لبقية اللاعبين و قادرا بدرجة أكبر على حل المشاكل و إيجاد الحلول ، لم يكن هناك شك أبدا في أن موتا سيصبح مدربًا في يوم من الأيام لكن لا يمكن لأحد أن يجزم بنجاحه . عام 2018 تحدث موتا و كشف عن أفكاره لصحيفة لا غازيتا ديلوسبورت ، يقول " أنا لا أحب الأرقام المرتبطة بالتشكيلات ( يقصد أنواع التشكيلات المختلفة ) ، يمكن أن يكونوا خادعين فالكالتشيو ليس كرة قدم الطاولة حيث أن الحركة مهمة ؛ يمكنك أن تكون هجوميًا للغاية في خطة 3-5-2 ودفاعيا في خطة 4-3-3 .. الأمر يعتمد على قدرة اللاعبين وسلوكهم ، لقد رأيت لاعبا من الطراز العالمي مثل صامويل إيتو يلعب في مركز الظهير ويضرب مثالًا لكل مدرب و للعالم أجمع وقد كان السبب وراء ثلاثية إنتر ".

الأكيد أنك سمعت صديقي العزيز بكلامه عن أن الحارس هو في الأصل لاعب وسط ، لقد تم طرح هذا السؤال عليه : ماذا عن اللعب بخطة 2-7-2 ؟ " أعتبر حارس المرمى أحد اللاعبين السبعة الموجودين في وسط الملعب .. بالنسبة لي فالمهاجم هو المدافع الأول وحارس المرمى هو المهاجم الأول ". كل تجارب موتا و كل الفرق التي دربها من بعد خروجه من اكاديمية باريس كانت مهمة تدريبها صعبة و لا أحد ينكر ذلك . بدأت مسيرة موتا التدريبية المحترفة مع جنوى في أواخر سنة 2019 تلك التي لم تكن ناجحة ، حيث تمت إقالته فقط بعد تسعة مباريات من توليه القيادة ، لقد كان جنوى ينافس لتفادي الهبوط وقد عرف رئيس النادي أنه مهووس بفكرة الإقالة حيث أصدر أمر الإقالة في 26 مرّة فقط في 18 سنة .

بعد جنوى و التجربة الفاشلة التي أعطت إنطباعا أوليا سلبيًا حول مستقبل حياته المهنية التدريبية ، جاءت فرصة سبيزيا التي كان هدفها هو ضمان بقاء فريقه ، لقد حقق المهمة ، سبيزيا يضمن البقاء في موسم 2021/2022 رغم التعاقد مع 23 لاعبا جديدا مختلفا صيف 2021 و خسارة هدّاف الفريق للإصابة موسما كامل و الحديث عن مبالا نزولا . بولونيا ؛ لقد كان هذا الفريق أحد أكبر الفرق تاريخيا هناك في إيطاليا حيث يعتبر خامس أكثر الأندية نجاحا في بلاد البيتزا برصيد سبعة ألقاب في الدوري ، أكثر من فرق كبيرة كروما ولاتسيو وسمبدوريا وفيرونا مجتمعين ، لكن و كما يعلم الجميع فالتاريخ لا يشفع لتغيير الحاضر ، الفريق كان يقبع في المركز السابع عشر أي الرابع أسفل سلم الترتيب في بداية شهر أكتوبر من العام الماضي .

بدأت رحلة موتا مع بولونيا بصعوبة ، الخسارة ثلاثة صفر ضد اليوفي ثم ضدّ امبولي خسر واحد صفر بعدها التعادل ضد سامبدوريا فالخسارة ضد نابولي إثنين لثلاثة . بدأت وسائل الإعلام المحلية التكهن بشأن الطرد المبكر للمدرب من تدريب بولونيا حيث لم يحقق الفريق أي فوز في مبارياته الأربع الأولى ما جعل الجماهير تطلق صيحات الإستهجان على الفريق بعد التعادل 1-1 على أرضه أمام سامبدوريا الجريح حين ذلك . قال موتا ردًا على ذلك النقد " أنا أفهم و أحترم الصفارات ، لهم الحق في القيام بذلك ". لم يتوقف الأمر على ذلك بل أنه و بعد أيام تم رفع لافتة خارج ملعب تدريبات بولونيا مكتوب عليها " أين أنت يا سيدي الرئيس ! " ، ما يفسر قلق الجمهور و إعتراضه على ما يجري .

كان النقد لاذعا حتى أن صحفيا يدعى جويدو دي كاروليس ، كاتب في جناح بولونيا في صحيفة كورييري ديلا سيرا وفي الجزء الخاص به كتب عنوانا أو جملة عميقة " لو كان الدوري الإيطالي هو الدوري الأمريكي لكرة السلة للمحترفين دون التعرض لخطر الهبوط لذهب المشجعون إلى الملعب بفرح لكن الأمر مختلف هنا .. ربما يعتقد موتا أنه في الدوري الأميركي للمحترفين ". جوي سابوتو مالك بولونيا ، هذا الرجل حين تسمع كلامه ستتمنى لو كان مديرك في عملك ، هو من يصبر عليك يوم تتراجع معدلات إنتاجك و يمنحك الفرصة و يمدك ثقته الكاملة رغم كل السلبيات التي تصدر منك . هذا الرئيس هو مثال ، رئيس بمثابة الأب ، لقد ظلّ الدعم المقدم من سابوتو ثابتًا ؛ في الخريف حين كان الوضع غاية في الصعوبة قال " كمشجع ، أشعر بخيبة أمل أيضا ، لكن بالنظر إلى المواد المتاحة للمدرب ، أنا واثق من أن الموسم سينتهي بشكل جيد ... أنا متأكد من أننا سنرى فريقا مختلفا بعد فترة راحة كأس العالم ".

" لقد تولى تدريب فريق لم يتم بناؤه من أجله ، لقد وجده بعقلية مختلفة عمّا يريد ". حتى جاءت نقطة التحول في وقت أقرب مما كان متوقعا ، بفوزه على ضيفه ليتشي 2-0 في نهاية أكتوبر . منذ ذلك الحين وهو يحصد النقاط بين الجولة و الأخرى حتى أنه قفز من المركز السابع عشر إلى السابع وهي سلسلة أصبحت أكبر من حيث الإنجاز حين نشاهد الغياب المطول بسبب اللإصابة لماركو أرناوتوفيتش المهاجم رقم واحد للفريق . وفق الإحصائيات فأفضل فريق في الدوري الإيطالي في تطبيق الضغط العكسي/المضاد هو بولونيا ، يسترجع الكرة في معدل قياسي ، فريق يطبق تماما مقولة يوهان كرويف التي تقول " تملك الكرة قم بتوسيع الملعب وعند فقدانها قم بتضييقه ".

فقط إنتر ويوفنتوس استقبلوا أهدافًا أقل من بولونيا في الدوري الإيطالي هذا الموسم ، على فكرة يجب أن تعلم أن موتا لا يسمح للاعبيه بمعرفة التشكيلة الأساسية إلا في صباح كل مباراة ، هو مهووس باللاعبين و التغييرات و المخاطرة حتى أنه اختار استبدال حارس المرمى الأساسي لوكاس سكوروبسكي برافاجليا ضد روما ، الحارس يبلغ من العمر 24 عامًا شارك في أربع مباريات في الدوري الإيطالي فقط وكانت آخرها في عام 2021 لكنه قدم آداءا كبيرا و فاز فريقه بعد ذلك . 25 مباراة هذا الموسم في جميع المسابقات ، فقط خسارتين تلقاهما الفريق ، لقد فاز على روما و لاتسيو و أتلانتا و تعادل مع اليوفي و أخرج الإنتر من سباق الكأس ! و اليوم نتحدث عن صاحب المركز الرابع بالدوري و بفارق نقطتين فقط عن ميلان الثالث !! كل هذا التطور الذي يمر به بولونيا لم يأتي من فراغ فقد قام سابوتو رئيس النادي بتعيين جيوفاني سارتوري و الذي يعتبر العقل المدبر وراء النجاحات الأخيرة التي حققها كل من كييفو فيرونا و أتالانتا كمدير رياضي .

وهنا يطرح السؤال هل يمكن أن نرى محاكاة لما فعله جيوفاني حين ساعد أتالانتا على تحقيق التأهل لدوري أبطال أوروبا لمدة ثلاث سنوات متتالية و الحقيقة أنه و في الوقت الحالي يقدم فريق بولونيا نفس المشاعر المتفائلة . الآن يجب على المشجعين هناك و المدرب و اللاعبين و حتى الموظفون و رئيس النادي أن يتغنوا بالفريق طويلاً و أن يقولو : " E Come sono contento di essere qui in questo momento ." – وكم أنا سعيد بوجودي هنا الآن .